ماجدولين أو تحت ظلال الزيزفون رواية للكاتب الفرنسي (ألفونس كار) جرت أحداثها في زمن بعيد في ألمانيا، وخطها العريض قصة حب وصلت لأعلى مراتب التعلق والصدق من جانب بطلها الأول (استيڤن) لبطلت الرواية (ماجدولين)، الرواية كأحداث ممكن أن تشبه روايات الحب الراقية التي تفند النفس البشرية ومشاعرها المتأثرة ببنيتها البيئية والعوامل المارة بها، وتتجلى في تلك الأصناف البشرية الأكثر شهرة من حيث أصحاب القيم والمبادىء السامية وأصحاب اللحظة الآنية والمصلحة الفردية والتي يأخذها حب الذات وملذاتها إلى مآخذ بعيدة مختلفة.
ما يأخذك في الرواية ليس شخوصها ولا أحداثها ولا ماتناقشه بقدر مايأخذك ماصنعه بها ذلك العازف على أوتار اللغة، البارع في صنع مقطوعة من المعاني العميقة التي لاتتركك وأن تقرأ سطورها إلا وقد شدت أنفاسك معها جيئة وذهاباً وأنت تنتقل من سطر لآخر.
مصطفى لطفي المنفلوطي مدرسة لغوية معنوية لا تكمن دروسه في جزالة الألفاظ ولا فيض المعاني وحسب؛ بل أيضاً بتلك القدرة الكبيرة على نسج الرواية برؤية عربية لاتفقد الرواية روحها كما هي عادة الروايات عند الانتقال من لغة لأخرى؛ فينفخ فيها روحاً منفلوطية تجعل منها مزيجاً من جمالين، جمال صياغة الحدث الأوروبية التي تتميز بعالم مختلف يسرح خيالنا إليه حباً في زيارته وجمال اللغة العربية المتميزة بنقاء لفظها وسمو تعبيراتها وأناقة رسمها للحدث.
حوت الرواية فن أدب الرسائل بأرقى مراتبه بين شخوصها وأبطالها، ومن على صفحات تلك الرسائل تستطيع الغوص إلى تفاصيل العلاقات الإنسانية التي مثلها أبطال الرواية من حب وأخوّة وصداقة وقد كانت صياغتها العميقة عاملاً من عوامل تميز الرواية لتجعل من قارئها مسافراً مع كلماتها إلى أعماقه فتذهب به إلى كل ركن فيها فتلامسه تلك الكلمات لتنتفض أحاسيسه من سباتها أو تزداد اشتعالاً أو إشراقاً.
رانيا عبدالله
لطلب كتب مصطفى لطفي المنفلوطي
↓
↓
النظرات
العبرات
ماجدولين
الشاعر
في سبيل التاج
الفضيلة