الشعور بالملل أو فقدان التركيز أثناء القراءة ليس فشلًا، بل هو إشارة ذكية من عقلك تقول: "هذه الطريقة لا تناسبني بعد". ولأنك تريد أن تصبح قارئًا شغوفًا، فهذا يعني أن القارئ في داخلك حي، لكنه يحتاج إلى طريق مختلف ليولد من جديد.
المرحلة الأولى: لماذا تملّ بسرعة؟
الأسباب الشائعة:
1. اختيار كتب لا تهمك أو لا تشبهك.
2. الخوف من عدم الفهم الكامل لكل جملة.
3. التشتت بسبب الهاتف أو الضجيج.
4. محاولة قراءة كتب معقدة في البداية.
5. تحويل القراءة إلى واجب بدل أن تكون متعة.
6. توقّعات غير واقعية: تريد أن تقرأ كثيرًا بسرعة وتفهم كل شيء.
المرحلة الثانية: كيف تستعيد علاقتك بالقراءة؟
1. اختر كتبًا تحاكيك
ابدأ بكتب خفيفة وقريبة من حياتك أو أسئلتك الشخصية.
مثل:
كتب السير الذاتية أو الرسائل.
روايات قصيرة بأسلوب بسيط.
كتب فلسفية مبسطة أو خواطر إنسانية.
2. لا تقرأ بهدف إنهاء الكتاب
اقرأ لتعيش مع الكتاب، لا لتنجزه.
حتى لو توقفت في منتصفه، المهم: ماذا أضاف لك؟ ماذا شعرت أثناء القراءة؟
3. اقرأ بالقلم، لا بالعين فقط
دوّن، علّق، اسأل.
حوّل الكتاب إلى حوار بينك وبينه.
المرحلة الثالثة: اصنع طقسًا خاصًا للقراءة
خصص وقتًا ثابتًا للقراءة (مثل 15 دقيقة قبل النوم).
اختر مكانًا مريحًا وهادئًا.
ابتعد عن الهاتف وكل مصدر إزعاج.
اجعل القراءة متعة حسية: قهوة، موسيقى هادئة، إضاءة مريحة.
المرحلة الرابعة: درّب نفسك بالتدريج.
خطة أسبوعية بسيطة:
الأسبوع الأول: اقرأ 10 دقائق يوميًا فقط، من كتاب بسيط.
الأسبوع الثاني: زد إلى 15-20 دقيقة، ودوّن فكرة واحدة بعد كل جلسة.
الأسبوع الثالث: اختر كتابًا تحبه، وابدأ قراءته وكأنك تتحاور مع صديق قديم.
تدريبات لزيادة التركيز:
اغلق الهاتف تمامًا قبل القراءة.
خذ نفسًا عميقًا قبل أن تبدأ وقل لنفسك: "أنا هنا".
اقرأ بصوت خافت، خاصة في النصوص الأدبية أو الفكرية.
ضع منبهًا على 10 دقائق: قراءة دون توقف.
المرحلة الخامسة: لا تكتفِ بالقراءة... طبّقها
شارك فكرة من الكتاب مع صديق.
اكتب مراجعة صغيرة على ورقة.
طبّق سلوكًا جديدًا تعلمته من كتاب قرأته. مثلًا: قرأت عن الصبر؟ جرّب أن تمارس الصبر في موقف واحد فقط.
لا تقرأ لتبدو مثقفًا، بل لتكون إنسانًا أعمق.
لا تُجبر نفسك على كتب لا تحبها.
لا تهتم بعدد الصفحات بل بما تغيّره فيك القراءة.
لا تسمح للتشتت أن يخطفك… احترم لحظة الكتاب.
#زكريا_نمر